المنتخب من التفسير -الحلقة 253- سورة النساء

بسم الله الرحمن الرحيم

المنتخب من صحيح التفسير

الشيخ الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

 الحلقة (253)

[النساء:95-99].

 

(لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[النساء:95-96].

جاء في البخاري، عَن زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ: ﴿لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾، قال: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَهْوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الجِهَادَ لَجَاهَدْتُ، وَكَانَ أَعْمَى؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾([1]).

(الْقَاعِدُونَ) المتخلفون عن الجهادِ، الذين لا يخرجونَ مع المجاهدين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) مِن بيانية (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) (غَيْرَ) بالنصبِ للاستثناء، ظهر إعرابُ ما بعدها عليها، استثنت أولي الضرر من القاعدين، وفي قراءة الرفع بدل من (الْقَاعِدُونَ) وأولو الضرر هم أصحاب الأعذار، من ضَرِر كمَرِض، ويدخل فيهم الأعْمَى الذي هو سببُ النزول دخولًا أوليا، وذكر اللهُ أصحاب الأعذار في آيات أخرى، قال تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)([2])، وقال تعالى: (لَّيسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى المَرضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ)([3])، وقوله (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) معترض للاحتراس، قَيد القاعدينَ الذينَ لا يستوونَ مع المجاهدين، بأنهم غيرُ أصحابِ الأعذار، أمَّا صاحبُ العذر فلا حرجَ عليه في التخلف، وله أجرُ المجاهد إذا منعَه العذر، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ)([4]).

والآية اكتفتْ بنفي المساواة بين القاعدينَ والمجاهدين، ولم تبين الأفضل من الفريقين؛ لأنه مفهومٌ من السياق، كما في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)([5])، وكما في قول الشاعر:

فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ([6])

فلا يتبادر من قوله (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ) تفضيلُ القاعدِ على المجاهد، ولا في الآيةِ الأخرى تفضيلُ الذين لا يعلمون على الذين يعلمونَ، ولا في قول الشاعر تفضيلٌ للجاهل على العالم، على أنّ الآية التي معنا صرحتْ بعدُ ببيانِ الأفضل في قوله (فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ…) (وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) أي لا يستوي المتخلفونَ عن الجهاد بغيرِ عذر، مع المجاهدين بأنفسهم وأموالهم في الأجر، وكما أن المجاهدَ بماله ونفسه أفضلُ من القاعد، فكذلك المجاهدُ بأحدِهما أفضلُ من القاعد؛ لأنه مجاهد، والمجاهد أفضل من القاعدِ (عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) أي أعلى قدرًا في المنزلةِ والرفعةِ والترقي، وتنكيرُ درجةً للتعظيم، ونصبُه على المصدر؛ لما في الدرجة من معنى التفضيل، مثل: ضربتُه سوطًا، أو على نزع الخافض: فَضَّلَهُمْ بِدَرَجَةٍ (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى) الْحُسْنَى: الجنة، والتنوين في (وَكُلًّا) عِوَضٌ عن المضاف إليه، أي: كلًّا من المجاهدين والقاعدين الذين أقعدهم العذرُ، وعدَهم اللهُ الجنة.

والدرجةُ التي فضلَ الله بها المجاهدينَ على القاعدين في الآية الأولى، وضَّحتْها وبيَّنتْها الآياتُ بعدَها في قوله (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) فهذه مؤكدةٌ لما قبلها، ومفصِّلةٌ بزيادة المجاهدين على القاعدين بالمغفرةِ والرحمةِ والأجرِ العظيم.

(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا)[النساء:97-99].

(تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ)([7]) أي: أماتتهم الملائكة، وقبضت أرواحهم، والملائكة: جمع مَلَك، يصدقُ على الواحدِ، وهو مَلَكُ الموت، أو على العددِ الذين يتولّون معه قبض الأرواح (ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ) منصوبٌ على الحال، والإضافة فيه لفظية، حالة كونهم عند الوفاة متلبسينَ بظلمِ أنفسهم بالكفرِ أو المعاصي، والآية نزلتْ فيمَن أسلمَ من أهلِ مكة، وبقي بينَ ظهراني المشركين، ولم يهاجر؛ لأن الهجرة قبلَ الفتحِ كانت واجبةً، ثم نسخَ طلبُ الهجرة بعد الفتح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ)([8])، فهؤلاء الذين توفتهم الملائكة ظالمي أنفسهم، منهم مَن ظلمَ نفسَه ظلمَ معصيةٍ، وهم مَن لم يهاجرْ ممنْ أخفَوا إسلامَهم، ولم يُفتَنوا عن دينهم، حتى فُتحتْ مكة، والتحقُوا بالمسلمين، فهذا ظلمُه ظلمُ معصيةٍ، ومنهم مَن ظلمَها ظلمَ كفرٍ، وهم مَن أسلمَ، وبقي في مكةَ حتى فتنَهم المشركونَ عن دينِهم، وارتدُّوا، وخرجُوا مع المشركينَ في بدر، فقُتلوا، وأُلقُوا في القَلِيب، وكَانَ مِنهم الحارِثُ بنُ زَمْعَةَ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَلِيُّ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، فقال الْمُسلِمُونَ حينَ قُتلوا: كَانَ أَصْحَابُنَا هَؤُلَاءِ مُسْلِمِينَ، وَلَكِنَّهُمْ أُكْرِهُوا عَلَى الْكُفْرِ، وَالْخُرُوجِ مع المشركين، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيهِمْ([9])، ففي صحيح البخاريّ عن ابن عباس: (أَنَّ نَاسًا مِنَ المُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ المُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ المُشْرِكِينَ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى بِهِ، فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ، فَيَقْتُلُهُ – أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ – فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾([10])، وكَان العَبَّاسُ بنُ عَبدِ الْمُطَّلِبِ، عّمُّ النبي صلى الله عليه وسلم، وَعَقِيلٌ وَنَوْفَلٌ ابْنَا عمِّه أَبِي طَالِبِ، فِيمَن خَرَجَ مع المشركين في بَدر، وأُسِرُوا، لكنهم فَدَوْا أَنْفُسَهُمْ([11])، وَأَسْلَمُوا بَعْدَ ذَلِكَ، ولم يعدُّوا من بقي مُتخفيًا في مكة في الصحابة؛ لعدمِ تعيُّنهم بأسمائهم.

وكانت المعاصي والكفرُ ظلمًا للنفس؛ لأن المتضررَ منها هو صاحبُها، فإنَّ عاقبتها عليه وخيمةٌ عندما يواجهُ مصيرَه.

(قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ) الذين ظلموا أنفسهم بالبقاء في مكة، ولم يهاجروا بعدَ أنْ أسلمُوا، تقول لهم الملائكة، بعد أن تتوفاهم (فِيمَ كُنتُمْ) تسألهم سؤال توبيخ وتقريع: في أي شيء كُنتُم منشغلين عن الهجرة ونصرة الدين؟ هل كُنتُم مع المسلمين، أم مع المشركين؟ ما الذي جعلكم لا تهاجرونَ، حين منعوكم من إظهار دينكم، فرارًا به من الكفر؟ (قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) أجابُوا بأنهم كانوا مستضعَفين، السين والتاء في مُسْتَضْعَفِينَ للمبالغة، أي: كنا معدودين في الضعفاء المكرَهين، فليس لنا مَنَعة، ولا قدرة على إظهارِ ديننا، وأرادُوا بقولهم (فِي الْأَرْضِ) خصوصَ مكة (قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) لم ينجِهم من المساءلة عن البقاء في بلاد الكفر أنهم كانوا مستضعفين، بل وقع عليهم اللوم والذمّ، وقال لهم الملائكة (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) وتفروا بدينكم، فما الذي منعكم (فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ) الجملة خبر (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ) واقترانها بالفاء لِمَا في اسم الموصول من معنى الشرط (وَسَآءَتْ مَصِيرًا) ساءَ: من أخواتِ بئسَ، والمخصوص بالذم محذوفٌ، أي: ساءَ المصيرُ جهنم مصيرهم.

والآيةُ، وإنْ كانت في وجوبِ الهجرة مِن مكة كما تقدّمَ، وانتهتْ بفتحِ مكة، فإنه يقاسُ عليها في وجوبِ الخروجِ والهجرة، كلُّ مَن كان في بلد كفرٍ، يُفتن فيها عن دينه، ويُكرَه على تركِه، أو ترك شيءٍ من أحكامه، ويتعرضُ في سبيلِ ذلك للقتلِ أو الإبادة، كما يحصلُ للمسلمينَ في ميانمار ببورما، وكذلك مَن كان في بلادٍ -مسلمةٍ، أو غيرِ مسلمةٍ- لا يقدرُ فيها على إظهارِ شعائرِ دينه، ولا يأمنُ فيها على نفسِه مِن القتلِ أو الأسْرِ، أو لا يأمنُ على ماله أو عِرضِه، فإنه يجبُ عليه الخروج منها؛ حفاظًا على نفسه، بل إنّ مالكًا قال: ليس لأحد المقامُ ببلدٍ يسبُّ فيها السلف([12])، ولا يَقدر فيها على إظهارِ شعائرِ دينه.

أما من كان في بلد غير مسلم، يقدر فيها على القيام بالشعائر، ويأمنُ فيها على نفسه، ولكن لا يحكمُ عليه فيها بشرع الله فيما يعرضُ له من أحكام، كمَن يقيم اليوم في بلاد الغرب، فقال مالكٌ رحمه الله: يُكره لهم المقامُ فيها كراهةً شديدةً، ومن أصحابه مَن حملَ الكراهة على بابها، ومنهم مَن حملَها على التحريم([13]) (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ) استثناءٌ متصلٌ من الوعيدِ السابق، فأولئك مأواهُم جهنّم، استثنى الله تعالى مَن كان في مكة مِن المستضعفين حقًّا، وهم مَن حاولوا الهجرة مرارًا، وَصُدُّواْ عنها، ومنهم مَن هاجر بالفعل، ورُدّ إلى مكة من المدينة، وأوثقُوهم، وكانوا يُعذَّبون، أمثال ربيعة بنِ عياش، الذي تقدم ذكرهُ في قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً)([14])، فهؤلاء عَذرهم الله، واستثناهم من الباقين في مكة وظلموا أنفسهم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَقنت لأجلهم في الصلاة، ويدعُو لهم، يقول: (اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ)([15])، قال ابن عباس: (كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ، أَنَا مِنَ الوِلْدَانِ، وَأُمِّي مِنَ النِّسَاءِ)([16])، وقد بينت الآيةُ أن في المستضعفين الرجال، مثل من مرّ ذكرهم، والصغار والنساء هم أيضًا عاجزونَ، لا يستطيعونَ حيلةً؛ لأنَّ مَن يعولهم ويحميهم عاجزٌ، ضاقتْ بهم السُّبل، وانقطعتْ عنهم الحيل، لم يجدُوا سبيلًا يسلكُونه، يخلصُهم مِن الطغاة في مكة، الذين منعوهم من الهجرة (فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) هؤلاءِ وإن لمْ تحصلْ لهم الهجرة، فلصدْقِهم وبذلِ وسعِهم بمَا لا مزيدَ عليه، أمّلهم في عفوه ومغفرتَه.

[1]) البخاري:4592.

[2]) الفتح:17.

[3]) التوبة:91.

[4]) البخاري:4423.

[5]) الزمر:9.

[6]) البيت منسوبٌ للسموأل بن عاديا الغساني:

سَلِي، إِنْ جَهِلْت، النَّاسَ عَنَّا وعَنْهُمُ … فلَيْسَ سَواءً عالِمٌ وجَهُولُ

الممتع في صنعة الشعر: 1/338، البلاغة الواضحة: 1/320.

[7]) الفعل (توفَّاهم) يصحُّ أن يكون ماضيًا، وحذفت منه تاء التأنيث؛ لأن التأنيث في الفاعل غير حقيقي، ويصح أن يكون مضارعًا؛ لاستحضار الصورة الماضية، أصله: تتوفَّاهم، حذفت منه إحدى التاءينِ تخفيفًا.

[8]) البخاري:2783.

[9]) نقل هذا ابن حجر في فتح الباري، قال: (إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ، سُمِّيَ مِنْهُمْ فِي رِوَايَةِ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن ابن عَبَّاسٍ: قَيْسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَذَكَرَ فِي شَأْنِهِمْ أَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا رَأَوْا قِلَّةَ الْمُسْلِمِينَ دَخَلَهُمْ شَكٌّ، وَقَالُوا: غَرَّ هَؤُلَاءِ دينهم، فَقتلُوا ببدر. أخرجه ابن مرْدَوَيْه، ولابْن أبي حَاتِم من طَرِيق ابن جُرَيْجٍ عَن عِكْرِمَةَ نَحْوَهُ، وَذَكَرَ فِيهِمُ: الْحَارِثَ بْنَ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَالْعَاصِ بْنِ مُنَبِّهِ بن الْحجَّاج، وَكَذَا ذكرهمَا بن إِسْحَاقَ) 8/263.

[10]) البخاري:4596.

[11]) البخاري:421.

[12]) القبس للقاضي ابن العربي:1/1154.

[13]) التمهيد: 8/390، الاستذكار: 23/40.

[14]) النساء:92.

[15]) البخاري:1006.

[16]) البخاري:1357.

التبويبات الأساسية