أين الله ؟

السؤال: 

السلام عليكم يا شيخ سؤالي في العقيده وارجو النفع وفقكم الله الي الخير هناك بعض الناس يقول عند الدعاء لا تري الي السماء لانك بدلك حدتث مكان الله فما قولك وما العقيده الصحيحة في سؤال أين الله ونسأل لكم التسديد والهدايه والسلام عليكم

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
سؤالك أجاب عليه القرآن قال تعالى : (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور)، وتوجهك إلى السماء لا يعني الجهة ولا المكان تعالى الله عن ذلك فالعقل عاجز عن تصور ذلك فإن الله تعالى يقول: ( الرحمن على العرش استوى) ويقول : (وسع كرسيه السموات والأرض)، ولا يحكم العرش وما بعده قانون التحيز والجهة ، لأنه فوق مدارك الحواس خارج عن التصور والإدراك ، بل إن ما دون العرش من مخلوقات الله العظيمة ، قد تنعدم فيها حقيقة الجهة ، فما بالك بالعرش العظيم ، حتى هذه القبة التي نسميها السماء فوقيتها نسبية فالذين يعيشون على النصف الشمالي للكرة الأرضية يرونها فوقهم وكذلك الذين يعيشون على النصف الجنوبي يرونها فوقهم والجهتان متقابلتان هذا في الكرة الأرضية وهي أصغر كوكب في المجموعة الشمسية فما بالك بكون الله الواسع الذي لا تدركه العقول وما فيه من المجرات وهي تعد بالملايين ، وكل ملايين هذه المجرات اتساع قطر المجرة الواحدة منها يقاس بملايين السنين الضوئية، وهذا كله على عظمه هو من الصغر بالنسبة إلى الكرسي ، كحلقة ملقاة في فلاة ، كما قال تعالى: ( وسع كرسيه السموات والأرض) ثم بعد ذلك العرش العظيم ، وما الكرسي بالنسبة إلى العرش في الصغر إلا كحلقة ملقاة في فلاة ، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ّ مَا السَّمَاوَات السَّبْع مَعَ الْكُرْسِيّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاة بِأَرْضٍ فَلَاة وَفَضْل الْعَرْش عَلَى الْكُرْسِيّ كَفَضْلِ الْفَلَاة عَلَى الْحَلْقَة)) رواه البيهقي في الأسماء والصفات ، وقال تفرد به يحي بن سعيد وَلَهُ شَاهِد صحيح . فكيف يتصور العقل بعد هذا حيزا وجهة للعرش في قول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) ، وقد انعدمت الجهة عنده حتى لما يدركه العقل من الفضاء القريب من الأرض ثم الحيّز والجهات من صفات الأجسام ، والله عز وجل أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، وليس كمثله شيء ، فلا يجوز له ما يجوز على الأجسام تبارك وتعالى ، وما لا يدركه العقل لا ينجي فيه إلا الوقوف والالتزام بصريح النصوص والأثر ، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم .
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

تاريخ الإجابة: 
الأربعاء, مايو 26, 2010

شوهدت 1013 مرة

التبويبات الأساسية