هل تجوز مناداة أم الزوج بلقب "اللاي" كما هو معروف عندنا في ليبيا إذ قيل لي أنه لا يجوز لأن هذه الكلمة تعني اله’ كانت تعبد في الجاهلية وهي اللات تقريبا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الصنم الذي كان يعبد في الجاهلية اسمه (اللات) كما جاء في القرآن: (أفارأيتم اللات والعزى..) وأصل الكلمة (لات) هو اسم صخرة كان يجلس عليها رجل في الجاهلية يلثّّ السويق للحجاج فسمي معبودهم (لات) وأدخلت عليها الألف واللام للعهد لتكون علما على المعبود والنسبة إليها بناء على ذلك تكون (اللاتيُ) وليس اللاي كما جاء في السؤال يبقى البحث عن أصل كلمة (اللاي) والغالب أنها من (الإل) ومن معاني الإل في اللغة: الربوبية والإلهية كما في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما عرض عليه كلام مسيلمة: إن هذا لم يخرج من إل، أي من ربوبية، وفي حديث لقيط : (أنبئك بمثل ذلك في إل) أي في قدرته وإلهيته، ويأتي الإل بمعنى العهد كما في حديث أم زرع: (وفيّ الإل كريم الخل) ، أي وفي العهد، ويأتي الإل بمعنى القرابة كما في قوله تعالى : (لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة)، وعليه (فالإل) وإن كان لا يمتنع فيها بهذا المعنى أن ينادى بلفظ (اللاي) إن حمل على معنى القرابة والعهد لكن من معانيه أيضا الربوبية والإلهية، ولفظ الربوبية وإن جازت إضافتها إلى العبد للتعريف كما في قول يوسف عليه السلام لرسول الملك (اذكرني عند ربك) فإنه لا يجوز استعماله مضافا في النداء والدعاء، فلا يقول أحد للمخلوق يا ربي ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: (لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ اسْقِ رَبَّكَ وَلْيَقُلْ سَيِّدِي مَوْلَايَ وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي)، لذا ينبغي اجتناب هذا اللفظ (اللاي) حتى لا يقع المتكلم في احتمال المعنى الممنوع، والله أعلم.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
شوهدت 731 مرة