حكم من ينتسب إلى الأشعرية ومن يخالفه

السؤال: 

قرأت لكم فتوى في الموقع وهي عن سؤال وارد هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة أم لا فأجبتم بارك الله فيكم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

الأشاعرة من أهل السنة والجماعة وكتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري الذي تنتسب إليه الأشاعرة ينطق بذلك ولكن لا يجب متابعة متأخريهم فيما يخالف ما جاء في كتاب الإبانة، وقد اجتهدوا طالبين للحق، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر.

ولا يخفى أن في هذا الكلام نظرا حيث إن المسؤول عنه ليس أبا الحسن الأشعري لأن حال الرجل معلوم وهو من أهل السنة وعلى عقيدة السلف كما صرح هو بذلك في كتبه ولا يوجد ولله الحمد من أهل السنة من يقول أنا أنتسب إلى أبي الحسن في العقيدة وإن كانوا على عقيدته ولكن وجد من ينتسب إليه ويسمي نفسه أشعريا ويتبنى فرقة الأشاعرة ولكنه ليس على عقيدته حقيقة إنما هو مجرد إدعاء كما ذكرتم حفظكم الله عن متاخريهم وهؤلاء هم المسؤول عنهم وهم كما قرر أهل العلم ليسوا من أهل السنة لأنهم يخالفون السنة ويقدمون العقل على النقل في كثير من الأمور وهذا الحكم عام قد يخرج منه كثير من الأشخاص لأننا لاننكر أن هناك من متأخريهم من له سابقته في العلم كالنووي وابن حجر والبيهقي وغيرهم وحكمنا على الجماعة لا يستلزم حكما على الأشخاص

 

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .

الكلام إن شاء الله واضح، الأصل في كلمة أشعرية نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، كما تقول مالكي نسبة إلى مالك بن أنس ، ولا يكون المنتسب إلى مذهب مالك مالكيا إلا إذا كان فقهه يتفق مع الأصول التي بنى عليها مالك مذهبه، فإن كان الرجل ينتسب إلى مذهب مالك وأتى بقول مخالف لأصول وروايات الفقه المالكي ، فذلك القول يكون خاصا به ، ولا يُحمّل على المذهب المالكي ، وينظر فيه ، إن كان صوابا فيقبل ، وإن كان خطأ فيرد، فكذلك لا يكون المنتسب إلى الأشعرية أشعريا إلا إذا كانت عقيدته تتفق مع الأصول التي قررها إمام الأشعرية في كتاب الإبانة، لذا فإني نبهت على أنه لا يتّبع متأخروهم فيما خالف ما جاء في الإبانة، ولا يلزم أن يكون كل أشعري اليوم على عقيدة المتأخرين ، والحكم على جميعهم بإخراجهم من أهل السنة رجم بالغيب ، وقد وجدت أنت نفسك محتاجا أن تستثني أشاعرة لهم اعتقاد صحيح ، مثل النووي والبيهقي وفلان وفلان ، فهل هذا الاستثناء مجاملة ؟ أم مبني على منهج ؟ فإن كان المنهج هو سابقتهم في العلم كما قلت ، فهناك غيرهم كثير له سابقة في العلم وأنت أخرجتهم جميعا من قائمة أهل السنة ، وإمام الحرمين والغزالي والرازي والشهرستاني وغيرهم كثير ، لهم سابقة في العلم، ولهم آراء خالفوا فيها أصل المذهب الأشعري ، اجتهدوا فيها قاصدين الحق ، بدليل ندمهم في آخر أيامهم عما خاضوا فيه ، ورجوعهم عما خالفوا فيه، فلماذا نحرص على الحكم بإخراجهم من السنة ونحن في غنى عن ذلك ، في الوقت الذي لا يفيد هذا الإخراج أحدا ، وليس له ثمرة ولا فائدة لا للأموات ولا للأحياء، الذي يفيد الأموات حسن الظن بهم بأن لهم أجر المجتهد المخطئ ، والترحم عليهم، والذي يفيد الأحياء تنبيههم ألا يتبعوا خطأ من أخطأ من السابقين، وبذلك نأمن على الأحياء ، ولا نسيئ إلى إلأموات الذين عرفنا منهم القصد إلى الحق. الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

تاريخ الاجابة 2008-01-28

تاريخ الإجابة: 
الاثنين, يناير 28, 2008

شوهدت 11827 مرة

التبويبات الأساسية