اعتاد القائمون هنا بأحد المراكز الإسلامية في الغرب بدء خطبة الجمعة قبل الزوال بما يقارب 10-15 دقيقة، في حين أن زمن الخطبة وحدها يستمر على الأقل 40 دقيقة، بحيث تكون صلاة الجمعة قد وقعت بعد الزوال، فما موقف فقهاء الشريعة من هذه المسألة؟ هل تنعقد الجمعة بهذه الصورة؟ نود تفصيلا من فضيلتكم, وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
ما دام زمن الخطبة يستمر 40 دقيقة ـ كما جاء في السؤال ـ والخطيب يبدأ قبل الزوال بربع ساعة، فينبغي أن يُقصر الخطبة ويبدأها عند الزوال، فيبقى للخطبة حينئذ 25 دقيقة، وهو وقت كاف وموافق للسنة في تقصير الخطبة، وفيه جمع لكلمة المسلمين وخروج من الخلاف بصحة الصلاة عند الجميع، لأن جمهور أهل العلم غير الحنابلة يشترطون أن تكون الخطبة كلها لا بعضها بعد الزوال، أما إذا تعذر هذا فمن لا يرى رأي الإمام فينبغي أن يعيدها ظهرا احتياطا، لأن دخول الوقت شرط في صحة الصلاة، وما كان شرطا في صحة الصلاة فالعبرة فيه بمذهب المأمور.
إلا إذا كان الإمام بعد دخول الوقت يأتي من الكلام ما تصح به الخطبة استقلالا من الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والأمر والنهي وغير ذلك من شروط الخطبة، فالظاهر أن ذلك يكفيه، حتى ولو بدأ قبل الزوال، ويُعد ما ذكره من الخطبة قبل الزوال موعظة سابقة للخطبة، فينبغي أن ينبه الإمام لهذا لعله أن يكون له مخرجا، والأخذ بتقصير الخطبة أولى وأحسن لموافقته للسنة، والله تعالى أعلم.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
شوهدت 10688 مرة